hassan Admin
عدد المساهمات : 309 تاريخ التسجيل : 07/03/2011 العمر : 33 الموقع : https://deberky.rigala.net
| موضوع: معني-ان الدين عند الله الاسلام الجمعة مايو 20, 2011 4:47 pm | |
| ايه 19 من سورة ال عمران إِنَّ الدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلإِسْلاَمُ وَمَا ٱخْتَلَفَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } ------------------------- جاء في تفسير الطبري
تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق ايه 19 من سورة ال عمران إِنَّ الدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلإِسْلاَمُ وَمَا ٱخْتَلَفَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ 649;لْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ }
(ومعنى الدين فـي هذا الـموضع: الطاعة والذلة)، من قول الشاعر: ويوْمُ الـحَزْنِ إذْ حَشَدَتْ مَعَدٌّ وكانَ النَّاسُ إلاَّ نَـحنُ دِينَا يعنـي بذلك: مطيعين علـى وجه الذل؛ ومنه قول القطامي: كانَتْ نَـوَارُ تَدِينُكَ الأدْيانَا يعنـي تذلّك. وقول الأعشى ميـمون بن قـيس: هُوَ دَان الرِّبـابِ إذْ كَرِهُوا الدِّ يـنَ دِرَاكا بغَزْوَةٍ وَصيالِ يعنـي بقوله «دان»: ذلل، وبقوله «كرهوا الدين»: الطاعة. وكذلك الإسلام، وهو الانقـياد بـالتذلل والـخشوع والفعل منه أسلـم، بـمعنى: دخـل فـي السلـم، كما يقال أقحط القوم: إذا دخـلوا فـي القحط، وأربعوا: إذا دخـلوا فـي الربـيع، فكذلك أسلـموا: إذا دخـلوا فـي السلـم،
وهو الانقـياد بـالـخضوع وترك الـمـمانعة. فإذا كان ذلك كذلك ، فتأويـل قوله: { إِنَّ الدّينَ عِندَ اللَّهِ الإسلامُ }
إن الطاعة التـي هي الطاعة عنده الطاعة له، وإقرار الألسن والقلوب له بـالعبودية والذلة، وانقـيادها له بـالطاعة فـيـما أمر ونهى، وتذللها له بذلك من غير استكبـار علـيه ولا انـحراف عنه دون إشراك غيره من خـلقه معه فـي العبودية والألوهية. } قال: حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد فـي قوله: { أَسْلَمْنَا } قال: دخـلنا فـي السلـم وتركنا الـحرب) انتهي ——- وهذا يعنى ان . الاسلام دين الاولين والاخرين وهو دين عام في كل زمان مكان فنوح وابراهيم ويعقوب والاسباط وموسى وعيسى ومحمد والحواريون كلهم دينهم الاسلام الذى هو عبادة الله والاستسلام له و الاخلاص اليه وان تنوعت شرائعهم يونس 71 و72 نوح مسلم (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ فَعَلَى اللّهِ تَ وَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُو فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) وابراهيم مسلم الايه 130 و131من سورة البقرة (وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) وموسى واتباعه مسلمين ايه 84 يونس (وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ) وسحرة فرعون الايه126 الاعراف (وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ) بلقيس ملكه سبأ النمل 44 مسلمه (قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) واتباع السيد المسيح مسلمين المائدة 111 (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ) وفرعون كان من المسلمين يونس 90 (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فكل هولاء كانوا مسلمين قبل بعثة الرسول محمد وقبل ان تشرع شريعته ودققوا النظر في الايه و52 و53 من سورة القصص (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ) هذا معني الدين عند الله الاسلام وهو الاسلام دين عام جاءت به كل الرسل والقائم علي التوحيد والطاعة لله وهذا الدين الذي جاءت به الرسل المختلفه يحتوي على شرائع مختلفه فقد جعل الله لكلا منهم شرعة ومنهجا فلا يستعلي اتباع رساله الرسول محمد علي غيرهم بانهم فقط المسلمون
لأجل ذلك نجد القرآن لا يستعمل لفظة الدين بصيغة الجمع مطلقاً ، فلا يقول : ” الأديان ” و إنما يذكره بصيغة المفرد ، كما يقول :
﴿ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ ، ﴿ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾
في حين أن ” الشريعة ” تعني مجموعة التعاليم الأخلاقية و الاجتماعية التي يمكن أن ينالها التغيير مع مرور الزمن و تطوّر المجتمعات و تكامل الأمم ، و لذلك لا يضير استعمال هذه اللفظة في صورة الجمع ، فيقال ” شرائع ” و قد صرّح القرآن بتعدد الشريعة . فهو رغم تصريحه بوحدة الدين ـ كما مرّ في الآية السابقة ـ يُخبر عن وجود شريعة لكل أمة ، و يكشف بذلك عن تعدد الشريعة إذ يقول … (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا … ﴾
. و على هذا فان البشرية دُعيت في الحقيقة إلى دين واحد و هو الإسلام الذي كان متحد الأصول في كل الأدوار و الأزمنة ، و كانت الشرائع في كل زمن و ظرف طريقاً للوصول إلى الدين الواحد ، و لم تكن الشرائع إلا طرقاً للأمم و الأقوام تقدّم القول أنّ تعدّد رسل الله واختلاف الأحكام التي جاءوا بها لا ينافي وحدة الدين بمعنى الرابطة الوثيقة بين الخالق والمخلوق. وكل كلمة من الله هي نور بدون اعتبار لزمانها ومكانها أو الأفق الذي أشرقت منه: فالزبور والتوراة والإنجيل والقرآن والواح وكتب حضرة بهاء الله كلها كلماته ونوره ورباطه الوثيق وعهده المصون، كما قال تعالى: "مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يِتْلُونَ آيَاتِ اللهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ"١ ،
فلا شك أن الآيات التي يتلوها أهل الكتاب هي آيات الإنجيل والتوراة، وليست آيات القرآن الكريم. وفي قوله تعالى: "مَا نَنْسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نَنْسِهَا نَأْتِ بِخَيرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا" بيان واضح يؤكد الوحدة التي تربط جميع آياته - بدون تخصيص أو تحديد - والعروة الوثيقة التي توحد الرسالات الإلهية المتعاقبة.
والمستفاد من لفظ "نَنْسَخْ" أن بين آيات الله وحدة لا تنفصم بطول الزمن بين رسالة وأخرى،
فالآية اللاحقة إن تعارض حكمها أو مفهومها مع آيات سابقة حلّت محلّها واعتبرت تعديلاً لها، لأنه لا يتصور وجود تناقض في كلام الله وتفاوت في الأحكام التي يطلب من عباده اتباعها في زمن معين. والآية المذكورة تجزم بأن الآية الناسخة إمّا تماثل المنسوخة أو هي خير منها.
ولا يفهم من لفظ "خير منها" في هذا الموضع معنى المفاضلة بين الآيات سواء من حيث صوابها أو دقة إحكامها، فذلك مناف للكمال الإلهي ودوامه على حال واحد لا أحسن فيها ولا أسوأ.
فليست المفاضلة هي المراد من قوله: "بِخَيرٍ مِنْهَا" وإنّما المقصود أن الله يبدّل آياته وأحكامه بما يناسب مدارك الإنسان المتنامية، وظروف نشأته المتغيّرة. وواقع الحال أنه ليس تغييراً وتبديلاً لتصحيح أو تحسين الكلام، ولكنه استبدال اقتضاه التدرج في تربية الإنسان وتهذيب
فكره وتنظيم حياته، فآيات الله نظم مكنون في كتاب محفوظ يكشف عنه رسله تعالى بقدر طاقة أهل الإمكان ووفقاً لمدى تقدمهم وقابلياتهم. وليس من شأن العبد أن يقارن أو يفاضل بين أجزاء هذا النظم، وإنّما واجبه التسليم والإيمان بما فيه "كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا"٢. من هنا نرى أنّ الإسلام والمسيحية واليهودية والبهائيه
كلّها من حيث أصولها وغاياتها فيض إلهي واحد، وهي تختلف بطبيعة الحال من حيث زمانها وأسلوبها وتعاليمها ولكنها
متحدة في سعيها لعلاج ما اختل من شؤون المجتمع البشري بما يتفق مع درجة بلوغه ورشده، وإعداده لمتابعة السير في مراحل التطوّر الروحاني غير المتناهية. وفي هذا السياق العام يمكن فهم قوله تعالى
: "اليومُ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيْتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً"٣، فهذا الخطاب الرحماني موجّه بنوع الخصوص إلى أمّة سيدنا محمد ويحتمل أن تكون الإشارة فيه إلى رسالته. ولكن كلمة "الإسلام" في قوله تعالى "وَرَضِيْتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيْناً" تفيد أكثر من معنى. فلكلمة الإسلام لُغَةً معانٍ عدة. ومن معانيها الخضوع والانقياد لكل ما يأتي من عند الله ، وإسلام الوجه إلى الله،
وتفويض الأمر إليه. كما أن من معانيها أيضاً اتّباع شريعة محمد رسول الله.
وهذا المعنى الأخير الخاص للفظة "الإسلام" هو الذي اعتبره أكثر المفسّرين ، ويعود ابن كثير فيقول في الصفحة نفسها تفسيراً لهذه الآية: "لما نزلت "اليَومُ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِيْنَكُمْ"
وذلك يوم الحج الأكبر بكى عمر، فقال له النبي: ما يبكيك؟ فقال أبكاني أنّا كنّا في زيادة من ديننا ، فأمّا إذا كمل فإنه لم يكمل شيء إلاّ نقص، فقال: "صدقت"، ويشهد لهذا المعنى الحديث الثابت: "إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء"
ولا تـثريب على عامة المفسّرين إذا عظّموا دينهم ورفعوا قدره ومدحوه مع ملاحظة عدم الإسراف في ذلك، وإلاّ وقعوا في الخطأ الذي وقعت فيه الأمم السابقة فضيّقوا المعاني المبسوطة، وخصّصوا فيها بدون دليل، وأوجدوا التعصب الأعمى وأضلّوا الكثير من الناس. وقد رأينا - فيما سبق - أن اليهود اعتبروا كتابهم كاملاً حاوياً كل شيء، وما زالوا يردّدون أن
شريعته شريعة أبدية لا تتغيّر وليسوا في حاجة إلى غيرها.
وقد كان هذا الفهم صحيحاً في زمان شريعة سيدنا موسى كما صدّق بذلك القرآن الكريم في قوله تعالى: "ثُمَّ آتَيْنَا مُوْسَى الكِتَابَ تَمَاماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُم بِلِقَاءِ رَبِّهِم يُؤْمِنُونَ"
فكتاب سيدنا موسى عليه السلام كتاب تام، وفيه تفصيل كل شيء ، ولكن إطلاق هذا الوصف على نحو يسد باب الهدى من بعده، وينهي رسالات الله، ويزعم أن "يَدْ اللهِ مَغْلُولَةًٌ" ٧ تضييق للمعنى وخطأ أدّى بهم إلى تكذيب رسل الله الذين بعثهم الله بالحق من بعد سيدنا موسى. فتخصيص معنى "الإِسْلاَمَ" على وجه الإطلاق لا يتفق وسياق الكلام، وينحرف عن المراد. وحصر معنى "الإِسْلاَمَ" في قوله: "وَرَضِيْتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً" في الإشارة إلى شريعة سيدنا محمد لا مبرر له ولا دليل عليه،
فالآية تحتمل أيضاً المعنى العام للفظة "الإِسْلاَمَ" أي تسليم الوجه إلى الله والإذعان لأوامره تعالى
وهذا هو جوهر الدين وحقيقته. وبهذا المعنى وصف الله الأمم السابقة بالإسلا م
كما قال في معرض الحديث عن سيدنا إبراهيم: ، كما كان حواريوا سيدنا عيسى أيضاً مسلمين:
فواضح من الآيات السابقة أن الإسلام بمعناه العام هو طاعة الله وإسلام الوجه إليه تعالى
وهو أساس العبودية للّه ولا يتصوّر إيمان المرء بدين سماوي إلاّ إذا كان مقروناً بتسليمه لأمر الله ظاهراً وباطناً.
وبهذا المعنى جاءت الآية المباركة: "إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللهِ الإِسْلاَمُ"١٢. ومن الواضح أن صرف دلالة كلمة الإسلام - معرفة بالألف واللام - في هذه الآية إلى رسالة سيدنا محمد وحدها
ينفي وصف الدين عن رسالة كل من سيدنا موسى وسيدنا عيسى، وهو ما يناقض آيات القرآن الصريحة بأن ما جاء به
سيدنا موسى وسيدنا عيسى كان حقاً من عند الله. والمعلوم لغة أن كلمة "الدِّينَ" - معرفة بالألف واللاّم
- وبدون تخصيص تعني أولاً: الرابطة بين العباد وخالقهم ولا تقتصر على رسالة معيّنة بل تشملها جميعاً . كما تعني ثانياً: أن هذه الرابطة واحدة على ممرّ الزمن، وأن تتابع الشرائع المعدّلة لأحكام هذا الدين الواحد هي سرّ دوام حيوية هذه الرابطة وصلاحها مع تغيّرِ الظروف والأحوال.
والآية الواردة بعد "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلاَمُ" تبيّن بوضوح المعنى المراد إذ جاء القول فيها موجها إلى سيدنا محمد:
"فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِي للهِ". وبهذا أوضح الله تعالى أهمية إسلام العباد لتعاليمه وأحكامه
بحيث صار الإسلام وصفاً شاملاً وشرطاً لكل الرسالات الإلهية ، فسيدنا نوح " 35;، وسيدنا يعقوب
: ، وكذلك سيدنا موسى عليه السلام: وسيدنا عيسى عليه السلام جاء بالإسلام: وخلاصة ما تقدّم أنّ "للإسلام" أكثر من معنى فهو في موضع يعني استجابة العباد إلى أوامر الله وانقيادهم لمشيئته، وفي موضع آخر اسم رسالة من الرسالات السماوية. أمّا قوله تعالى: "وَمَنْ يَبْتَغِ غَيرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنهُ"
; فيمكن حمل كلمة "الإسلام" في هذه الآية على معناها العام بناء على سياق الحديث في الآية السابقة
"قُولُوا ءَامَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيْمَ وَإِسْمَاعِيْلَ وإسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوْسَى وَعِيْسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِم لاَ نُفَرِّقُ بِيْنَ أَحَدٍ مِنْهُم وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ"
. فالإسلام بمعناه العام - كما رأينا - شرط لازم ومشترك لكل الشرائع، وهذا تصوّر غير صحيح، فما من إنسان إلاّ ويعترف بوجود إلَه واحد مدبّر لشؤون الكون، حتى الطبيعيّين - على الرغم من عدم استعمالهم لفظ الجلالة - يعتقدون بوجود قوّة خفيّة مسيّرة للكون وإن كانوا لا يدركون كنهها ولا يعرفونها بغير هذا التعريف. فالكفرالحقيقي - كما صرحت الآية المباركة - هو التفريق بين رسل الله، والتفريق بينهم وبين الله عزّ وجلّ، وقبول واحد ورفض الآخر، فالذي يعترض على أيّ رسول إلهي في أيّ زمن من الأزمان يكون في الحقيقة قد قطع ما أمر الله به أن يوصل. وقد ذكّر حضرة بهاءالله هذه الحقيقة في تأكيد قاطع بقوله المنيع: "وإنّك أنت أيقن في ذاتك بأنّ الذي أعرض عن هذا الجمال فقد أعرض عن الرّسل من قبل ثم استكبر على الله في أزل الآزال إلى أبد الآبدين" ٢٣ والسلام علي من اتبع الحق بالحق وكان في امر الله لمن الراسخين وسلاما علي المرسلين والحمد لله رب العالمين ----------------------------. منقول للافاده
| |
|